Wednesday, July 2, 2014

تأمل في الملكوت ..

في حب ربنا .. بحاول أتخيل حياتي لو مكانش فيها ربنا..لو مكانش فيها حد أتوجه له لما أتضايق ولو بنص دعوة ولا حتى كلمة.. لو مكانش فيها حد آخد رأيه لما يضلم بيا الطريق وأحتار بين ده وده.. لو مكانش فيها حد بياخد باله من تفاصيل جروحي الصغيرة وفرحاتي الصغيرة من غير ما أطلب منه وكمان بيطبطب عليا من غير حساب.. لو مكانش فيها حد أكبر من الكل أتحامى فيه وياخدلي حقي ف بلد الكوسة وحتى ف المجتمع الصغير اللي أنا عايشة فيه.. ولو مكانش فيها حد كبير وعظيم وكريم وحليم وغفور بكل ما تحمل كل كلمة من دول من معنى.. كانت هتبقى كلها ضلمة، ضياع، خوف، مليانة أحلام ضائعة ويأس من الدنيا وكره للناس وكره لنفسي ولوجودي ف الدنيا، كانت هتبقى أصلًا من غير هدف ولا كان هيبقى في نهاية للمطاف .. مكنتش أنا هبقى موجودة أصلًا !


طبعًا الكلام ده مش تعبير عن غروري لأني مسلمة وغيري ملحدين ومش مؤمنين بوجود ربنا أساسًا وغيرهم.. لكن في أوقات بتغمرني لذة عظيمة ورغبة في القرب من ربنا.. مش عشان أنا كويسة، لكن عشان هو رحيم وعاوز يدخلني الجنة ويدخلنا كلنا .. ولا يمكن عشان هو بيخليني أكبر عشان أعرفه أكتر وأحبه أكتر .. مش عارفة بالظبط .. لكن اللي متأكدة منه إنه دايمًا موجود وإني لازم أكون قريبة منه .. مفيش راحة من غيره .. مليش غيره، كلهم رايحين وهو بس اللي باقي..


عن المكتوب النافذ بكتب .. دايمًا في جملة بتتقالي من واحدة ست كبيرة غالية عندي أوي بتقول: "رجلك متقدرش تخطي خطوة كده إلا بأمره .. نَفَسِك ده ممكن يخرج ميدخلش تاني، لكن بيدخل .. عشان هو أمر بكده، عشان هو كاتبلك لسه عمر" -والكلام ده طبعًا بيتقالي لما بتجيلي حالة القلق اللعين اللي مش بتسيبني إلا لما أبقى منهارة ؛ لما بفكّر في الكلام ده في لحظات الصفا بقول يا لهوي هو إيه الجمال ده؟؟ وإزاي أنا عايشة مش بفكّر في كده ولا حاسة بكده طول الوقت ؟! وإزاي لما بيتقالي كده دموعي مبتقفش وابتسامتي مبتترسمش وقلبي مبيهداش في ساعتها؟!


في الستر الرهيب بقول .. لما بفتكر كل المواقف اللي عدت عليا وقد إيه ربنا سترها معايا بتجيلي حالة ذهول لمدة دقايق ..لما كنت في ثانوية عامّة وكنت ببقى ناقصة درجة واحدة ومرعوبة أحسن المدرس يضربني –عشان بيلم عاطل مع باطل- وكنت ببكي بالدموع من الخوف ويشوف ورقتي ويقولي عدي .. قد إيه كنت بحس بفرحة ورعشة وبقول: "الحمد لله الحمد لله .. سترتها يا رب ..شكرًا أوي يا رب" لدرجة إن زمايلي كانوا بيضحكوا :D .. ولما أبقى في الكلية ومش مذاكرة كويس وداخلة الامتحان كده ببركة دعا الوالدين .. وألاقي نفسي افتكرت كل اللي قريته حتى مش حفظته، ولما النتيجة بتطلع وبلاقي نفسي جبت تقدير كويس مكنتش متوقعاه .. وأصلًا لما اتولدت وكان متوقع إن ماما ربنا يخليهالي تموت في أي لحظة ومكانتش بتقوم من السرير طول التسع شهور .. كل ده عشان هو موجود، وعشان هو كاتبلي الستر لأنه عارف إني مكنتش هقدر أعيش من غيرها وعشان بيحبني رغم إني مستاهلش .. ناهيك بقى عن عقابه الرباني لما أقول لحد كلمة مش كويسة .. مبيعديش يوم إلا لما يتقالي نفس الكلمة من حد تاني غالي عليا، وبرجع أقول: "شفتِ؟؟ ما انتِ عشان قلتِ الكلمة الفلانية دي للشخص الفلاني وكنتِ متسرعة في الحكم عليه"، بعرف ساعتها قد إيه ربنا بيربيني .. قد إيه يمهل ولا يهمل ! وقد إيه بيصبر عليا مش بيعاقبني من أول مرة أذنب فيها ولا حتى من عاشر مرة !


وأكتر حاجة أنا مستشعراها الأيام دي الحاجات اللي ربنا بيحطها في طريقي، من علامات ومواقف صغيرة وأحداث كبيرة وكلام بسمعه وساعات حتى تريقة باخدها، وكل ده عشان هو عاوز يعلمني حاجة، وعشان أنا لسه معنديش خبرة كفاية، وهو عاوز يرجعني له ويخليني أسأله وأدعي وأستخدم اللي بسميه "سحر الاستخارة" اللي خلاص أدمنت عليه، لما بحس إن الدنيا ضاقت بيا ومحدش هينفعني بدعي دعاء الاستخارة وبصلي ركعتين، والله ما في مرة استخرته إلا ولقيت رسالة منه.. بضحك وبفرح أوي لما بفتكرني وأنا صغيرة ومكنتش لسه فاهمة معنى الاستخارة أوي وكان نفسي في حاجة جدًا جدًا فعملت استخارة عشان تبقى موجودة ونمت وصحيت لقيت الحاجة دي رغم إنها كانت مكسورة :)))) .. وحتى لما كبرت، بقيت بستخيره في حاجات أنا شايفاها مصيرية في حياتي، كان بيحطلي علامات في الطريق عشان يدلّني، وخلاص بعرف إن أمره نافذ .. وإنه ميتعاندش، وإني مهما عملت اللي أنا عايزاه مش اللي هو عاوزه هلف ألف وأرجع أنفذ اللي هو عاوزه، لأنه خير ليا .. ولأن ربنا مبيعملش حاجة غير لما تكون فيها تقويم وإصلاح وتعليم وهداية ومنفعة ليا سواء في الدين أو في الدنيا ♥


عن الطبطبة الإلهية ... لما أكون زعلانة ولا مشتاقة لحد أوي، عمري ما بكيت أوي وتعبت أوي إلا لما لقيت منه حاجات صغيرة أوي مبهجة، هو واخد باله منها وفاهمني من غير ما أشرح له وحاسسني من غير ما أحكيله ،ولما أكون نفسي أشوف بابا الله يرحمه أوي بيبعتلي حلم يصبرني، حتى لو حلم بيضايقني شوية، وفي الآخر بيطلع الحلم ده عشان هو عاوز ينبهني لذنب بعمله عن طريق شخص غالي أوي ومش هيرجع للدنيا تاني، وحاسس بيا أكتر من اللي عايشين، فهيبقى التأثير عليا أقوى وأقوى .. حتى الأحلام دي بتطمني لما أبقى قلقانة من حاجة في حياتي ..ياااااااه .. ده فضله كبير أوي، وإحنا دايمًا ناسيين وغافلين ومبنفكرش، رغم إن كل حاجة اتعملت وإحنا مشغولين بيها، هي اتعملت في الآخر لحكمة يعلمها هو وحده تقربّنا منه في النهاية برضه .. لا إله إلا هو .. نسيت كمان لما أبقى مكسورة من حد، وحصلت معايا فعلًا.. والله اتظلمت واتقال عليا كلام زور واتشتمت، وقدام الناس، وكل ده بسبب الحقد ! .. وهو جابلي حقي بعدها بسنتين بنفس الطريقة اللي اتاخد مني بيها .. سبحانه !


يا رب مجيش حاجة في ملكوتك، ولا في حكمتك في الحاجات الصغيرة اللي بتفوت عليا وبنساها معظم الوقت، يا رب مليش غيرك بجد،كلهم هيفارقوني وانت بس اللي موجود، ارض عنّي ومتخليش عملي كله هباءً منثورًا .. يا رب نوّرني ومتبقاش غضبان عليا وأنا أحسب أني أُحسِن صُنعًا ! خليك دايمًا جنبي واشملني بعطفك وطمأنتك .. أنا ضعيفة وصغيرة وخايفة ومحتاجالك بحجم الكون اللي خلقته يا رب .. حبني يا رب .. كن معايا يا رب .. أنا وكل المسلمين، وكل الضعفانين والشقيانين والمحتاجين والعشمانين واليائسين من الدنيا والباكين على بابك كل يوم، وحتى الغافلين عن وجودك أصلًا يا رب .. دنيا وآخرة استرنا كلنا يا رب .. يا رب !

No comments:

Post a Comment

كومنتي