Sunday, February 5, 2012

يكفي!!!







منذ ثلاثة أيام مضت تقريباً كنت أحاور إحدى صديقاتي وإحدى الشخصيات العزيزة جداً على قلبي بلا أدنى مبالغة..اعذروني لعدم فصاحة الأسلوب وعدم جمال الشكل والهيئة في هذه المرة،فقد فقدت عقلي وقلبي وفقدت الإحساس بما حولي أيضاً..

كنت أتحدث إلى هذه الصديقة عن رأي كل منا في ما أصبحت تُسمى الآن:"مجزرة بورسعيد"،ولكن برغم اختلاف الآراء وقصر الحوار إلا أنها كانت مناقشة رائعة ومفيدة أنتجت ثمارها في عقل كلٍّ منا بالفعل،فدارت هذه المناقشة كالآتي:

أنا:
ايه رأيك ف اللي احنا عمالين نعمله من ساعة ما مجزرة بورسعيد دي حصلت؟

ردود أفعالنا وكلامنا ورأينا أقصد يعني؟

بذمتك مش كفاية طحن ف القمن المطحون أصلاً؟!

هي:ما تفكرنيش ....بجد عندى اكتئاب

أنا:وأنا كمان والله!

كفاية علينا بقى نقعد نبكي ع اللبن المسكوب يعني!

هي:يابنتى احنا اقل واجب نعمله ان احنا ننزل التحرير

أنا:طيب ماشي بس مش بذمتك أفضل ما نقعد نعند كده وممكن يكون من غير فايدة لأن خلاص الموضوع حمض يبقى نفكر ف بكرة بقى وف اللي نقدر نعمله عشان نقدر نخدم ونبني بلدنا لو بنحبها بجد؟!

هي:لالالالالالالا خالص عمرك ماهتقدرى انك تبنى بلدك وفى ناس زى دى فيها

أنا:طيب ما هو احنا طول ما احنا بنعمل عقلنا بعقلهم ومش بنشتغل هيسوقوا فيها عشان نسكت وننكتم آسفة ف الكلمة!!

هي:لالالالالالالالالالالا برضه لا الساكت عن الحق شيطان اخرس معلش يعنى ...بس ده حقنا ولو سكتنا عليه نبقى لو اتعمل فينا حاجه تانيه نسكت وما هنقدر نسوى شىء.

أنا:طيب ما احنا كذا مرة عملنا الهيلمان ده وآديكِ بتشوفي اللي بيحصل فينا!!! وفي ناس دلوقت خلاص مبقتش لاقية شغل بسبب اقتصاد البلد اللي بينهار كل مدى ده!!!!...يبقى لازم نصحى ونفوق لنفسنا كده ونعرف إحنا لازم نعمل ايه بجد بدل ما احنا مقضيينها تظاهرات كده ومبنشتغلش بحجة إننا بندافع عن حقنا! مش كده ولا كلامي غلط؟!

هي:طيب ما كان زى الهليمان ده خلع الرئيس....بصى لازم يكون فى تفائل يقلك تقع مره لازم تقوم وتكمل اكيد فى وقت هتنجح

أنا:ما هو أكيد يا بنتي!

بالعكس ده مش يأس بس ده نظر لبعيد وتفكير ف المستقبل يخلينا نقدر نتقدم ونحقق كل اللي احنا عايزينه صح؟!

هي:مش عارفه بس انا مش متفقه معاكى بصراحه

أنا:أصل بصي يا بنتي،احنا بقالنا سنة أهه ع الحال ده كله ثورات واعتصامات وتظاهرات من غير شغل واللي بيتعمل فينا بيزيد مش بيقل ولا حاجة وبعدين احنا خلاص اقتصادنا بينهارقدام عينينا واحنا واقفين نتفرج وخلاص يبقى لازم نشتغل عشان نقدر نوقف بلدنا على رجليها تاني..زي ما قدرنا نبهر العالم كله بثورتنا يبقى لازم نبهرهم بشغلنا وإنتاجنا وتعاوننا ونبطل نعتمد على غيرنا شوية بقى!!


وهكذا انتهت محادثتنا بالصمت كل الصمت أو قد جاء ما يعكر صفوها لا أذكر تماماً؛فذاكرتي تخونني أحياناً..

والآن يا كل قارئي هذا الكلام الذي قد يروق لكم أولا..أما كفانا بكاءً ونحيباً على الأطلال والذكريات التي لا يجلب تذكرها سوى الهم والغم والامتعاض والانفعال؟!...أما كفانا اكتئاباً وحزناً على اللبن المسكوب الذي لن يعيدَه حزنُنا إلى منبعه أو مرقده في الكوب؟؟!!...أما كفانا تفكيراً في ماضِ انتهى ورحل عنا ولن يعود مهما طال بنا الزمن ومهما طال بنا التفكير؟؟!!...أما كفانا طحناً ودهساً لقمح طُحن ما بين الرحى أكتر من مائة مرة ولن تفيدنا إعادة طحنه بشيء بتاتاً؟؟!

أما آن لنا الأوان أن ننهض ونفيق من غفلتنا وسباتنا العميق هذا رغم علمنا أن مصر تحتاج إلى تكاتفنا وتحالفنا وتعاوننا أكثر من تظاهرنا وثورتنا واعتصامنا ولكننا نحاول أن نمثل دور الغافلين في مسرحية يشاهدها العالم كل يوم لدرجة الملل والتعليق عليها بالسخف والتكرار الكتير الإطناب ويأتي كل مشاهد برأي مخالف لرأي الآخر ولكن كل يوم نصوغ نحن هذه المسرحية في شكل مختلف ولكن في مضمون واحد يعبر في استتار مخفي عنا ظاهر للآخرين عن عجزنا عن أن نخرس ألسنة الحاقدين والخونة والهمج بعقولنا الناضجة الذكية ولكن في النهاية نحن الغافلون وهم المستيقظون ونحن الصامتون العاطلون وهم المتكلمون العاملون في صمت يروق لأعيننا!!

قد يفهم كل من يقرأ هذا الكلام أني من الأشخاص الذين يناصرون الرئيس المخلوع ويقودون الثورة المضادة للثورة المصرية النبيلة في يوم الخامس والعشرين من يناير الماضي ولكن صدقوني أشعر بشعور كل أم قد حُرمت من ابنها في مباراةِ ظاهرها الرياضة وباطنها الخسة والخيانة والغدر وبشعور كل أبِ فقد ابنه سنده في حياته ورافع راية اسمه بعد مماته...وأحب أن أجلب الدليل على صدق شعوري وكلامي مستعينة بأبيات شعرِ رائعة بالرغم أنها عامية قد قرأتها لا أعرف من كتبها لأشكره بنفسي ولكن أعتذر عنه لما صدر من ألفاظ قد لا تعجب القارئ:

ألف مبروك يا مبارك
المشير خدلك بتارك
قوم افرح وطفي نارك
اغسل بدم مصر عارك
واحنا الشعب الأهبل أبو ريالة
ضحكت علينا بتنحي واستقالة
وقلتلنا هتاكلوا من بعدي زبالة
وعملت عيان وبتموت على نقالة
قوم افرح وزقطط ده النهارده عيد
وفرح جمال وعلاء وبتاع الحديد
قولهم المشير ولع في بور سعيد
وقالك الشعب والجيش إيد ف إيد
المجلس والداخلية ماشيين ع الخطة تمام
هو يلغوش واحنا ننهب كمان يا سلام
نشغلهم في ماتش كورة ونولع شوية الأعلام
ويا سيدي ثورة وماله أهو كله كلام في كلام
وييجي يقول:ما هو انتوا يا ولادي اللي خايبين
مانا قلت يا أنا يا الفوضى يا شحاتين
وإن رحت أنا سايبلكوا شوية محرومين
ينهشوا فيكوا ويدبحوا فيكوا بسكاكين
طب ماشي يا ابن الحرامية يا نصاب
وحياة دم أخويا لأقلبها عليك خراب
وهعرفك إن مصر مش شوية تراب
وإن سألوا مبارك فين هنقول طار الغراب.

ولكن في الختام أحب أن أقول أن هذا الوقت ليس وقت حرب وهياج ثورة وسبات عمل وإنما وقت سِلم وهدوء وجد وعمل لنعيد النهضة والحضارة التي أعجبت وأذهلت العالم وهزت أرجاء الكون وأخصبت الجدب من الصحراوات وعمرت الخرِب من الأثريات على مدار السنين بداية من عصور الفراعنة وحتى ما قبل عصر المخلوع لكيلا نُشمِت أعداءنا الطامعين فينا ونُشمِت من كان يسرقنا في غير دراية منا على مدى ثلاثين سنة خلت،وأشكركم جزيل الشكر لسعة الصدر.

خواطر كدت أنفجر بكاءً إن لما أخرجها

Thursday, February 2, 2012

أفكار بنانيت :)





أتساءل عما يجعل أشخاصاً يتغيرون تجاه آخرين بلا سبب مقنع أو ظاهر على الأقل،سواءً كانوا أصدقاءَ من زمن بعيد...أحبة فرقهم الزمن وفرقتهم الظروف القاسية وجمعهم القدر مرة أخرى ليسعد بعضهم بعضاً حتى توقُّفِ قطار الحياة ونضوبِ مجرى الدم في القلب...

افترق صديقان لدهر طويل بعد أن كانا جنباً إلى جنب مؤمنيْن ألّن يفرقهما سوى الموت،ولكن...افترقا وانتهى الأمر،لكن السؤال هو لماذا اتخذ كل منهما طريقاً مختلفاً في رحلة الحياة؟؟!كان ذلك لأسباب أتفه ما يكون ويمكننا أنا نقول أن لا صلة بينها وبين الحق في شيء وإن دلت فإنما تدل على حماقة أحدهما،ولكنها مؤلف من أفضل مؤلفات الكذب والهروب...وجدير بالذكر حديث رسولنا وشفيعنا الشريف محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام"التمس لأخيك سبعين عذراً"،وبالطبع سيكون أحد الطرفين غير مقتنع بمغزى هذا الحديث الشريف،ولكن من الواجب أن يُذكر إعمالاً بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية...

ولنتحدث عن الأحبة أخيراً وليس آخراً،فقد تفرق حبيبان بعد أن شاءت الأقدار أن تجمعَ شملهما مجدداً بعدَ قربٍ بعيدٍ وبعدٍ قريبٍ،فكلٌ منهما كان يرى في الآخر الصديق العزيز والأمين المؤتمَن على أسراره،ولكن..يُفاجأ أحدهما بإعجاب الآخر به بغير سابق تصريح أو مجرد تلميح فنجد أن الآخر أيضاً يعترف بإعجابه بنصفه الآخر الذي كان يبحث عنه طوال عمره عندما رأى آفاق السعادة وأزهار الحب وبساتين الشوق تتسع أمامه من حيث لا يدري ولا يعلم.

ولكن...فجأة تكشّفت الحقيقة لأحدهما جليةً واضحةً والتي كان يهرب من مجرد التفكير فيها والتي كان قد دفنها في مقبرة النسيان -إن لم تكن في مقبرة التناسي المقصود- ودليله في ذلك شعوره أن نصفه الآخر يبتعد عنه بلا سابق إنذار وبلا رد على استفاهاماته الغير متناهية والمتكررة.


وفي نهاية الحديث أعود للتساؤل مرة أخرى...لماذا تفترق الأرواح بدون سبب يُذكر؟!هل لدى أحدكم إجابة عن هذا السؤال الذي يطرح نفسه؟؟


--------------------------------------------


خواطر وجدانية أسيرة للعقل