Tuesday, September 9, 2014

على طريق سفر - #صورة_تحكي_2


عذرًا، فأنا لأول مرة أغدو غير منتظمة في شيء، ولا حتى في التدوين، إحدى أقرب الأعمال إلى قلبي .. ويحكي هذا المشهد جزءًا من صراعي بين الانتظام وعدمه على مدار فترة ليست بالقصيرة، بل إنه صراع داخلي قائم في نفسي منذ زمن. اكتشفت أن السفر بالفعل يغيّر الإنسان، يغير نظرته للحياة وللبشر وأيضًا لنفسه.. في تدوينة أخرى قد أكتب باستفاضة عن ذلك الموضوع.لكن هنا، رغم ما يشوب النيل من أشياء طافية على سطحه طامسة من جمال ملامحه الكثير، إلا أني كلّما مررت بهذا الطريق في مدخل مدينة بنها فزعت من مقعدي في القطار ونظرت إليه بفرحة تشبه فرحة طفل صغير بلعبة كان يتمنّاها،وارتسمت على محياي ابتسامة لا إرادية عريضة.. تظل فرحتي برؤية هذا المنظر كل مرة كأول مرة منذ سنوات طويلة، فأنا قليلة عهدٍ بالسفر وبالمسافات وبالأنهار والبحار. لعل الله قد رزقني بمثل هذا الظرف في حياتي لكي يعلّمني الكثير مما أجهل ولكي يؤدبني ويربيني على أن أكون أكثر كياسة فيما هو آتٍ في حياتي، والأهم من ذلك لكي يرزقني تلك البهجة الصغيرة التي أشعر بها في كل مرة رأيت فيها منظرًا

كهذا، ربما لأنه يعبر عن صفاء أتمنى أن أشعر به، ولو كان يعتريه العَكَر ..

دفتر منها - #صورة_تحكي_1


إنه ذلك الدفتر .. الذي أهدتني إياه إحدى أعز صديقاتي .. جميل وبهيّ مثلها،كانت تلك أول هدية أتلقاها منها، والحق أقول كانت هدية غير متوقعة، لأنني كنت قد طلبتها ممن أهدتني إياها لأني لا أعرف من أين لي بمثلها وفاجأتني تلك الصديقة الحبيبة بأنها هدية، سعدت بها سعادة بالغة، لجمال شكلها، ولأنها رباط محبة رُبِط على قلب كلٍّ منّا ولن تنساه كلتانا ما حيينا.. يحمل هذا الدفتر في طيّاته أذكار الصباح والمساء وبضعًا من الأربعين النووية .. لم أستطع أن أضع تلك اللآلئ من الكلمات والعبارات سوى في محارة نفيسة كهذا الدفتر .. كان هذا الدفتر من أجمل ما تلقّيت، فهو ليس مجرد هديّة ماديّة، وإنما تذكار ودلالة على حب عميق في الله، ورغبة في حفر جميل الذكريات في القلب والوجدان .. وألوان أحبها وأختارها كلما سنحت لي فرصة لاختيار شيء ما .. ليس هذا الدفتر محض شيء، إنه جزء من حكاية وجزء من حياة..