Monday, June 11, 2012

عن العيشة واللي عايشينها باللغة العربية :))


سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

حياة هي من الصعب أن تطاق...تكاثرت الأكاذيب بشكل جنوني...حولنا كثير من الأوهام والإشاعات التي تواري خلفها جهل وبشاعة أصحابها..أصبح الحديث في الأعراض في أحيان ليست بقليلة هيناً...بعد أن كان من غير المستساغ في أفواه البشر الحديث مجرد الحديث عن الآخرين...أعلم أن هذا طبع البشر...ولكنه قد تزايد مع تزايد أعدادهم وفي المقابل مع انخفاض القيم الرفيعة وانحطاط الأخلاق عند كثير منهم...أصبح هناك الكثير من القلوب والضمائر المريضة...اعترى العمى النفوس والضمائر..إلى أن اقتربت أن تعمى الأبصار...أصابنا جمود غريب لم نعتد عليه أبداً...جمود في الفكر وتحجر في القلب..وقد أصبحت الحقيقة عدونا اللدود رغم إنه حق..الحقيقة الوحيدة التي ليس بإمكاننا إنكارها حتى الآن..هي الموت،بل إننا في كثير من الأحيان نتمنى أن يوارينا التراب لنبتعد عن هذه الفتن التي أصبحت متنكرة في زي متع ومغريات...براءة الطفل حتى بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً وإن كانت ببطء...لا إثم عليه في ذلك...بل إن الواقع الذي يولد فيه يجبره على تناسي الأخلاق والقيم بحكم إهمالها عند من حوله من بشر...في السابق كان الكثيرون منا يتمنون أن يكبروا ويتحرروا من قيود الأسرة والعائلة ليعتمدوا على أنفسهم في تولي مسؤولياتهم...ولكن فيما بعد نكتشف أنّا كنا مخطئين ونتمنى من جديد أن نرجع إلى عالم الطفولة الذي كانت مشكلتنا العضال فيه تكمن في صعوبة بعض الواجبات المدرسية وفي عدم تقبل اختلافات الآخر في كثير من الأحيان وجهلنا بكثير من الحقائق التي يعلمها الكبار...صعب الآن أن تجد شخصاً بلا وجهين...يظهر أولاً وجهاً سليم النية وطبعاً نقي السريرة...وبحكم التعود على الآخر يتلون بلون حرباء بغيض ويمتلئ قلبه بسم عقرب مميتة...ويرمي شباكه على من يحقد عليه أو يغار منه كشباك عنكبوت متمكنة...فيكتشف الآخر وراء هذا النقاء والجمال حقيقة بشعة وارتها وأخفتها الأيام...أصبح كل شيء نقيضه...وعد ثم إخلاف...صدق ثم كذب...أمانة ثم خيانة...وفاء ثم غدر...إيثار ثم أنانية لا تحتمل...كرم وسخاء ثم حرص وبخل...تضحية وإخلاص ثم انتهازية واحتيال...وحب إلى بغض... يدفعنا الآخرون إلى ظلمهم إما لافتقارهم للمبرر...أو لافتقارهم للرغبة في التبرير...لمجرد اعتقادهم المخطئ أن من البديهي تفهمنا تفكيرهم غريباً مخطئاً كان أم معتاداً وسليماً ثم نصبح نحن في نظرهم الجناة ونستحق المعاملة بالمثل...أصبح التماس المعاذير من الثقيل على قلوبنا وأصبحت الأنانية هي المسيطرة على الكيان البشري بحجة عدم وجود الشعور المتبادل أياً كان مسماه أو شاكلته...أصبح التفكير المنطقي العاقل الخالي من المشاعر الحمقاء الهوجاء قسوة وتحجر....ولو أننا فكرنا أن في هذا التفكير العاقل راحة قلوبنا ونفوسنا وضمائرنا...لفكرنا دون تردد ودون مشاعر وهمية...ولو استخدمنا سجيتنا المحبة للعدالة في الحكم على الآخرين أياً كانت صلتنا بهم لارتاح بالنا وصفت أذهاننا وذاقت أعيننا طعم النوم اللذيذ...ولكن عليّ القول بأن الله يقدر ويفعل ما يشاء في المآب....أحياناً نعتقد أن مصائرنا بين أيدينا...ولكننا نُصدم بأنّا قد كذبنا على أنفسنا بحبر على ورق من الأحلام...رغم أنّا أصبحنا في عصر الحرية خاصة بعد الثورات في أقطار العالم العربي ..إلا أن هذه الحرية قد خولت البعض منا عدم احترام الآخر وتقبل وجهات النظر لمجرد أنها تتعارض معنا...الحرية مسؤولية لابد أن نحملها على عواتقنا لا أن نسيء استخدامها! صحيح أن الله قد وهبنا العقل لنتخير طريق الخير ونترك الشر...ولنقرر قرارات لنرضيه لا لنعصاه...ولكن هو من يختار ويقدر في النهاية...علينا دوماً أن نتذكر أن قد رُفِعت الأقلام وقد جفت الصحف...ما نحن مسؤولون عنه أمام الله هو ديننا الذي قد فرط الكثيرون منا في أصوله واخترعوا منه أصولاً جديدة لهم...وأخلاقنا وعاداتنا الأصيلة التي نشأنا عليها والتي من شأنها أن تبني لا تهدم وتقوض بناء فكرنا وعقولنا وقلوبنا السليمة التي لا يشوبها سوى القليل من الشر بالفطرة...نسينا أصولاً وعادات لنتطبع بتقليد وتعقيدات ليست منا والتي بفعلها خرِبت حياتنا ومُحي من ذاكرتنا حبنا لعراقة أصولنا إلا عند من رحم ربي من البشر..لا أحقر من شأن الآخر وعاداته والأشياء المتعارف عليها بالنسبة إليه...ولكن التقدم والتحضر لا يعني الانصهار في شخصية أخرى ليست شبيهة أبداً بشخصيتنا...بل يعني التمسك بشخصيتنا واقتباس المفيد لنا من هذه الشخصية المختلفة عنا وليس مجرد اقتباس وتقليد أعمى لا يرى الأصل من المحاكاة......أصبحنا في حياة معظمها مزيف وقليل منها فقط هو الحقيقي...لذا علينا أن نحافظ على هذا الحقيقي ونتمسك به حتى لا يضيع كما ضاع غيره من قبل وتحول إلى مزيف!...رسولنا الكريم قد أخبرنا أن الخير في أمته إلى يوم الدين...من أمتك من لم يخب ولن يخيب ظنك به يا رسول الله يا من بكيت حباً فينا وأنت لم ترنا :) ...جرعة تشاؤم مكثفة خففتها قليلاً قطرات من جرعة تفاؤل وأمل متأخرة..تناقض من الحياة ومن البشر في حد ذاته :)