Wednesday, April 4, 2012

أبجدية نقد عفوي :)



سلام الله عليك ورحمته وبركاته...أيها الأستاذ البارع الذي علمت أجيالاً على مر الزمن.
     بداية أكتب هذه المقالة المتواضعة التي قد لا تليق بشخصك الكريم لكي أبدي رأيي فيك بمنتهى الصراحة والشفافية لإيماني بأنك ستتقبل النقد لأن هذه الصفة من صفات العلماء الذين غيروا العالم بعلمهم،وأحب أن أزيل الغبار عن زميلاتي وزملائي قبل رأيي..كثيرون يقولون عنك أنك تقول كلاماً غير مرتبط بالمحاضرة ومما أثار فضولي وزاد من استغرابي قبولهم لمثل هذه الألفاظ والتفاعل بإيجابية عن طريق بعض التعليقات أو الابتسامات وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تناقض يعيشون فيه وصراع بين ما يقولون وما يفعلون،ولا علاقة لي بذلك،فكل فرد متكفل بما يقوله وما يفعله لا ليرضي عبداً من العباد،بل ليرضي من خلق هؤلاء العباد من وجهة نظري على الأقل،وأعتقد أنك على علم بما كتبته آنفاً بلا استثناء،وهو ما شجعني على كتابته لأني لست من الأشخاص الذين يتلذذون بجرح الآخرين أياً كانوا..
    أما عن رأيي فيك شخصياً،أتمنى أنه سيكون موضوعياً من وجهة نظري،فهو رأي لم ولا ولن يتعدى حدود الاحترام والأدب بأي حال من الأحوال..سأتحدث عن رأيي فيك مذ أول مرة سمعت بك فيها وحتى الآن...سمعت العديد والعديد من الأقاويل التي قد توافق الحقيقة أو تنافيها،فلن أتحدث أكثر عما ليس يخصني،لأني أقل من أن أحكم على الناس ليس لخوفي أو شفقتي عليهم،ولكن لأني أعلم أني متسرعة بطبعي،وأتمنى ألا أتسرع في نقدي هذا،في أول محاضرة دخلت فيها إلى مدرجنا خالجني شعوران متناقضان:الأول أنك شخص تتمتع بروح عالية من المرح والفكاهة والآخر أنك شخص تتلاعب بمشاعر الآخرين لعلمك ألن يحاسب الأستاذ سوى من خلقه فقط،وأنا ها هنا أكتب هذا الكلام ليس خوفاً منك أو رغبة في كسب عطفك وثقتك وودك والأهم تقديراتك التي أعلم جيداً أن الجيد منها صعب المنال،ولكن لإيماني بحقي في النقد رغم ما أتوقعه من كلام غير مقبول قد أسمعه مع درجة الحساسية المفرطة التي تظهر على وجهي وقسماته،وأيضاً لأن الجمع بين بعض المتناقضات يصنع شخصاً سوياً وهو ما قد أفتقر إليه مع افتقاري لوجود أبي -رحمه الله- رغم أني كنت مدللته الصغيرة،ولكن أشكره لأنه قد تركني بلا خبرة وبهذه العقلية الجبارة،فقد علمت أن لك بنتاً،وهي تُحسد لأنك قد أصبحت والدها،أقول هذا الكلام ليس إلا لشعوري الآن أكثر من أي وقت مضى أني قد فقدت أبي رغم وجود أخي أكرمه الله بأجمل الملكات :)
    ولا أكتب هذه السطور لكي تعوضني عن ثقة الأب وشجاعته ولكن أنك تمتلك عقلية راجحة تفوق عقول الكثيرين..أعجبني خوفك على مصلحتي وغيري ولكن لا أتخيل أن أبي كان سيقول منثل هذا الكلام رغم أنك لم تخطئ في كلمة منه في رأيي،ولكن في رأيي أنك يمكنك أن تقول كلاماً كهذا لقدرتك الرائعة على توصيل غايتك من الكلم والأهم توصيل المعلومة،الأولى بشكل غير مباشر والأخرى بشكل مباشر..
    أهم نقطة أريد أن أزيل الغموض بداخلي فيك عنها،وهي كلامك عن بعض الأشياء لاستخلاف الإنسان في الأرض لتعميرها وليس لتخريبها،وهذا ما أنا واثقة من مقصدك منه،ولكن أعتقد أني قد كنت معرضة أن أُجرح كأي آنسة تسمع هذا الكلام قبل أن أُعالَج وأفكر وأنقد وأحلل وهذه نعمة أدعو الله أن يديمها عليّ ويحفظها من الزوال،لأني قد كنت شديدة الحساسية بدرجة أكبر مما أنا عليها الآن،وهذه آخر مرحلة من العلاج ومن تقوية الإرادة والعزة والثقة واحترام الآخر وتقبل النقد..
    أعلم أني قد كنت متوترة بعض الشيء اليوم،ولكن أتمنى أن تعلم أنه ليس خوفاً وإنما تقديراً واحتراماً وهذا ما أعتقد أنك قد علمته وفهمته وشعرت به أكثر من مرة،ولكن هذا لا يعني أني قد خلوت من الأدب والحياء،ولا يعني ضعفي وقلة حيلتي وعدم قدرتي على الدفاع عن قيمي ومبادئي التي لن أتخلى أو أتنازل عنها ما حييت..
    وفي الختام،أريدك أن تصلي على خير الأنام،وجدير بالذكر أن هذه أول مرة أنقد فيها أباً سمحت لي تربيته لي من سعة صدر ورحابة أفق وعقلية تتقبل وتحتوي الصغار وتأخد بأيديهم إلى بر الأمان في حنو أبوي وعطف كبير،وأرجو ألا تكون هذه آخر مرة أنقد فيها أحداً،رغم أني لا أليق في دور المصلحة الاجتماعية لأني لست معصومة من خطأ،فقد خُلقت لأسعد الآخرين وليس لأنتقدهم وخاصة انتقاداً ذاتياً،إن وفقت من وجهة نظرك وكان نقدي موضوعياً وأعجبت به أكون بذلك قد نلت شهادة ميلاد جديدة،وإن كانت الأخرى فأرجو ألا تكون شهادة وفاة،أتمنى أني لم أخطيء في حكمي وإن لم أكن موضوعية في اختياري لكلماتي،أكرمك الله وأنالك مرادك ورفع من قدرك..أشكرك..
                                                                                                                                                                   سها الوكيل :)


رأي من كُتبت فيه هذه المقالة(بالحرف) :)
أول الكلام..خطك وحش أوي،مقالة جميلة جداً ومقدمك كويسة ومرتبة أفكارك وأسلوب كويس جداً...لكن فيها نوع من not daring ولو كان فيها خوف مكنتش قرأتها

أتمنى أن أكون قد وُفقت في كتابة ما قاله من كُتبت فيه المقالة
لك سلامي واحترامي وتقديري..أتمنى أن تستمر في العطاء ما حييت :)

No comments:

Post a Comment

كومنتي